آداب معاملة الحيوان
لتعامل مع الحيوان والرفق به
العقلاء هم الذين يحسنون التعامل مع الحيوان، ويرفقون به وفق الشريعة الإسلامية السمحة، فقد خلق الله سبحانه الإنسان وكرمه، وسخر له الحيوان لمنافع شتى. قال تعالى:" والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون * ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون * وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس إن ربكم لرءوف رحيم" (النحل:5-8).وقد سمى الله تعالى بعض السورة في القرآن بأسماء هذه الحيوانات والحشرات، لبيان مناسبتها في السور الكريمة وأهميتها، وما يستفاد منها، فسمى سورة البقرة، والأنعام، والنحل، والنمل، والعنكبوت، والفيل.والإسلام هو أول من دعا إلى الرفق بالحيوان وحرم إيذاءه، ورفع الظلم عنه. فالرأفة بالحيوان خلق جبل عليه نبينا عليو الصلاة والسلام، وحث عليه أمته، وقد وردت الوصية بالدواب في أحاديث كثيرة، منها: عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم:" لو غفر لكم ما تأتون إلى البهائم لغفر لكم كثيرا".ومن الأدب مع الحيوان معرفة حقوقه: عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال:" ما من إنسان قتل عصفورا فما فوقها بغير حقها، إلا سأله الله عز وجل عنها" قيل يا رسول الله ! وما حقها؟ قال:" يذبحها فيأكلها، ولا يقطع رأسها يرمي بها".من حقوق الحيوان1-النهي عن جعل البهيمة الحية هدفا يرمي إليه: البهيمة سميت بهيمة لأنها لا تنطق و تتكلم، وهي مأخوذة من الإبهام، وهو الخفاء وعدم الوضوح. عن ابن عباس- رضي الله عنهما- أن النبي صلي الله عليه وسلم قال:" لا تتخذوا شيئا فيه الروح غرضا".2- تحريم تعذيبه أو إيذائه أو حبسه بلا طعام أو شراب للإضرار به. عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال:" عذبت امرأة في هرة، سجنتها حتى ماتت، فدخلت فيها النار، لا هي أطعمتها، ولا سقتها، إذ احبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض".3- النهي عن ضربه، أو وسمه علي وجهه، فقد كفل الإسلام للحيوان الراحة نفسيا وجسديا.عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم مر عليه حمار قد وسم في وجهه، فقا:" لعن الله الذي وسمه". فوسم الحيوان أو ضربه في وجهه محرم بلإتفاق. اما وسم الحيوان بالكي فمشروع لتمييزه عن غيره من الحيوانات بما لا يضر.4- إطعامه وبالأخص إذا بلغت به الحاجة إلى أن قارب الهلاك ! عن عبد الله بن جعفر قال: أردفني رسول الله صلي الله عليه وسلم خلفه ذات يوم، فأسر إلي حديثا لا أحدث به أحدا من الناس، وكان أحب ما استتر به رسول الله صلي الله عليه وسلم لحاجته هدف أو حائش النخل، فدخل حائط من الأنصار فإذا جمل فلما رأى النبي صلي الله عليه وسلم حن وذرفت عيناه، فأتاه النبي صلي الله عليه وسلم فمسح سراته ( السراة: الظهر) إلى سنامه وذفراه (عظم خلف الأذن) فسكن، فقال: " من رب هذا الجمل؟ لمن هذا الجمل؟" فجاء فتى من الأنصار فقال: لي يا رسول الله. فقال: " أفلا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها؟ فإنه شكا إلي أنك تجيعه وتذئيه".5- إعطاء الدواب حظها من الرعي إذا ركبت في طريق خصب: ومن حقوقها عند الخصب والجدب أن تعطي حظها من الكلأ من المنازل. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:" إذا سافرتم في الخصب فأعطوا الإبل حظها من الأرض، وإذا سافرتم في السنة فأسرعوا عليها السير، وإذا عرستم بالليل فاجتنبوا الطريق فإنها مأوى الهوام بالليل".6- وجوب الإحسان إليه عند الذبح، أو القتل، وذلك بإحداد الشفار، وإراحة الذبيحة، وأن تواري عن البهائم. عن شداد بن أوس قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم قال:" إن الله كتب الإحسان علي كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، وليحد احد كم شفرته فليرح ذبيحته".والشفار: جمع شفرة، وهي السكين7- النهي عن سب الحيوان، أو لعنه. عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال:" لعن رجل ديكا صاح عند النبي صلي الله عليه وسلم: فقال النبي صلي الله عليه وسلم:" لا تلعنه فإنه يدعو إلى الصلاة". 8- رحمة البهائم: عن قرة بن إياس ومعقل بن يسار قلا: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: والشاة إن رحمتها يرحمك الله".9- عدم اتخاذها منابر وكراسي لغير حاجة شفقة عليها: عن أبي هريرة عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال :" إياي أن تتخذوا دوابكم منابر، فإن الله عز وجل سخرها لكم لتبلغكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس، وجعل لكم الأرض، فعليها فاقضوا حاجتكم".10- عدم استخدامه في غير سخر له 11- عدم التفريق بين صغار الحيوان وأمهاتهم إذا كان الصغير لا يستغني عن أمه في طعامه وشرابه.12- عدم تحميله مالا يطيق: من جميل ما يذكر من أخلاق السلف الصالح في التعامل مع الحيوان عدم تحميله مالا يطيق. عن معاوية بن قرة قال:" كان لأبي الدرداء رضي الله عنه جمل يقال له: دمون، فكانوا إذا استعاروه منه قال: لا تحملوا عليه إلا كذا وكذا، فإنه لا يطيق أكثر من ذلك، فلما حضرته الوفاة قال: يا دمون، لا تخاصمي غدا عند ربي، فإني لم أكن أحمل عليك إلا ما تطيق".13- عدم قتله إلا لدفع ضر، أو لضرورة: إذا أضر الحيوان بالمسلم واعتدي عليه جاز قتله، ومن الحيوان ما ينهي عن قتله، ومنه ما يجوز قتله. عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال:" خمس من الدواب ليس علي المحرم في قتلهن جناح، الغراب، والحدأة، والعقرب، والفأرة، والكلب العقور". وكل حيوان أضر جاز قتله.وأما الدواب التى ينهي عن قتلها فهي النملة والنحلة والهدهد والصرد والضفدع. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:" أربعة من الدواب لا يقتلن: الصرد والضفدع والنملة والهدهد".من روائع حسن خلق النبي صلي الله عليه وسلم مع البهائم دفاعه عنهم، ورفع الظلم عنهم كما في الصور التالية:في غزوة الحديبية حرنت ناقة النبي صلي الله عليه وسلم وأبت أن تمشي، وكان اسمها القصواء، فقال الناس: حل حل (أي يزجرونها لتنبعث وتقوم)، فألحت (أي لزمت مكانها ولم تنبعث) فقالوا: خلأت القصواء (أي حرنت وبركت من غير علة)، فقال صلي الله عليه وسلم:" ما خلأت القصواء وما ذاك لها بخلق ولكن حبسها حابس الفيل" وحابس الفيل هو الله سبحانه وتعالي، حبسه عن دخول مكة، وقصة الفيل مشهورة) ثم قال: والذي نفسي بيده، لا يسألونني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتم إياها". وتأمل أدب النبي صلي الله عليه وسلم كيف يدفع الظلم عن الناقة ويدافع عنها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق